فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأَنَّهُۥ هُوَ رَبُّ ٱلشِّعۡرَىٰ} (49)

{ وأنه هو رب الشعرى } هي كوكب يطلع خلف الجوزاء في شدة الحر والمراد به هنا الشعرى التي يقال لها العبور ، وهي أشد ضياء من الشعرى التي يقال لها الغميصاء ، وإنما ذكر سبحانه أنه هو رب الشعرى ، مع كونه ربا لكل الأشياء ، للرد على من كان يعبدها .

وأول من عبدها أو سن عبادتها أبو كبشة ، وكان من أشراف العرب ، وذلك لأن النجوم تقطع السماء عرضا ، والشعرى تقطعها طولا ، فهي مخالفة لها فعبدها وعبدتها خزاعة وحمير ، وكانت قريش تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أبي كبشة تشبيها له به ، لمخالفته دينهم ، كما خالفهم أبو كبشة ، وكان من أجداد النبي صلى الله عليه وسلم من قبل أمه ، ومن ذلك قول أبي سفيان عند دخوله على هرقل : لقد أمر أمر ابن أبي كبشة ، قال ابن عباس في الآية : هو الكوكب الذي يدعي الشعرى ، وعنه قال : نزلت هذه الآية في خزاعة وكانوا يعبدون الشعرى ، وهو الكوكب الذي يتبع الجوزاء ، ويسمى كلب الجبار أيضا .