إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٞ وَمِن فَوۡقِهِمۡ غَوَاشٖۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلظَّـٰلِمِينَ} (41)

{ لَهُم من جَهَنَّمَ مِهَادٌ } أي فراشٌ من تحتهم ، والتنوينُ للتفخيم ومن تجريدية { وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } أي أغطيةٌ والتنوينُ للبدل عن الإعلال عند سيبويهِ وللصرْفِ عند غيره ، وقرئ غواشِ على إلغاء المحذوف كما في قوله تعالى : { وَلَهُ الجوار المنشآت } [ الرحمان ، الآية 24 ] { وكذلك } ومثلَ ذلك الجزاءِ الشديد { نَجْزِي الظالمين } عبّر عنهم بالمجرمين تارةً وبالظالمين أخرى إشعاراً بأنهم بتكذيبهم الآياتِ اتّصفوا بكل واحدٍ من ذيْنِك الوصفين القبيحين ، وذكرُ الجُرم مع الحِرمان من دخول الجنةِ والظلم مع التعذيب بالنار للتنبيه على أنه أعظمُ الجرائمِ والجرائرِ .