{ وَنَزَعْنَا مَا في صُدُورِهِم من غِلّ } أي نخرج من قلوبهم أسبابَ الغل أو نطهرها منه حتى لا يكون بينهم إلا التوادُّ . وصيغةُ الماضي للإيذان بتحققه وتقررِه ، وعن علي رضي الله عنه : إني لأرجو أن أكون أنا وعثمانُ وطلحةُ والزبيرُ منهم { تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأنهار } زيادةٌ في لذتهم وسرورهم ، والجملةُ حالٌ من الضمير في صدورهم والعاملُ إما معنى الإضافة وإما العاملُ في المضاف أو حال من فاعل نزعنا والعاملُ نزعنا وقيل : هي مستأنفةٌ للإخبار عن صفة أحوالِهم { وَقَالُوا الحمد لِلَّهِ الذي هَدَانَا لهذا } أي لِما جزاؤُه هذا { وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِي } أي لهذا المطلبِ الأعلى أو لمطلب من المطالب التي هذا من جملتها { لَوْلا أَنْ هَدَانَا الله } ووفقنا له ، واللام لتأكيد النفي وجوابُ لولا محذوفٌ ثقةً بدِلالة ما قبله عليه ، ومفعولُ نهتدي وهدانا الثاني محذوفٌ لظهور المرادِ أو لإرادة التعميمِ كما أشير إليه ، والجملةُ مستأنَفةٌ أو حالية وقرئ ما كنا لنهتديَ الخ ، بغير واو على أنها مبيِّنة ومفسرةٌ للأولى . { لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبّنَا } جوابُ قسمٍ مقدر قالوه تبجّحاً واغتباطاً بما نالوه وابتهاجاً بإيمانهم بما جاءتهم الرسلُ عليهم السلام والباء في قوله تعالى : { بالحق } إما للتعدية فهي متعلقةٌ بجاءت أو للملابسة فهي متعلقةٌ بمقدرٍ وقع حالاً من الرسل أي والله لقد جاءوا بالحق أو لقد جاءوا ملتبسين بالحق { وَنُودُوا } أي نادتهم الملائكةُ عليهم السلام { أَن تِلْكُمُ الجنة } أنْ مفسرةٌ لما في النداء من معنى القولِ أو مخففةٌ من أنّ وضمير الشأنِ محذوفٌ ، ومعنى البُعدِ في اسم الإشارةِ إما لأنهم نوُدوا عند رؤيتِهم إياها من مكان بعيد ، وإما رفع منزلتِها وبُعدِ رتبتِها ، وإما للإشعار بأنها تلك الجنةَ التي وُعدوها في الدنيا { أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } في الدنيا من الأعمال الصالحةِ أي أُعطيتموها بسبب أعمالِكم أو بمقابلة أعمالِكم والجملةُ حال من الجنة والعاملُ معنى الإشارةِ على أن ( تلكم الجنةُ ) مبتدأٌ وخبرٌ ، أو الجنةُ صفةٌ والخبرُ أورثتموها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.