إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{۞يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ} (31)

{ يابني آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ } أي ثيابَكم لمواراة عورتِكم { عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ } أي طوافٍ أو صلاةٍ ، ومن السنة أن يأخذ الرجلُ أحسنَ هيئتِه للصلاة وفيه دليل على وجوب سترِ العورة في الصلاة { وَكُلُوا واشربوا } مما طاب لكم . روي أن بني عامرٍ كانوا في أيام حجِّهم لا يأكلون الطعام إلا قوتاً{[261]} ولا يأكلون دسماً يعظِّمون بذلك حجهم فهمّ المسلمون بمثله فنزلت { وَلاَ تُسْرِفُوا } بتحريم الحلالِ أو بالتعدّي إلى الحرام أو بالإفراط في الطعامِ والشّرَه عليه ، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : كُلْ ما شئت والبَسْ ما شئت ما أخطأتْك خصلتانِ : سَرَفٌ ومَخِيلة{[262]} . وقال علي بن الحسين بن واقد : ( جمع الله الطبَّ في نصف آية ) فقال : { كُلُوا واشربوا وَلاَ تُسْرِفُوا } { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المسرفين } أي لا يرتضي فعلَهم .


[261]:أي لا يتناولون من الطعام إلا بمقدار ما يمسك الرمق.
[262]:المخيلة: الكِبْر.