إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ فَلَا يُظۡهِرُ عَلَىٰ غَيۡبِهِۦٓ أَحَدًا} (26)

{ عالم الغيب } بالرفعِ قيل : هو بدلٌ من ربِّي أو عطفُ بيانٍ له ويأباهُ الفاءُ في قولِ تعالَى { فَلاَ يُظْهِرُ على غَيْبِهِ أَحَداً } إذ يكونُ النظمُ حينئذٍ أمْ يجعلُ له عالمُ الغيبِ أمداً فلا يُظهر عليهِ أحداً ، وفيهِ من الاختلالِ ما لا يَخْفى فهو خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ أيْ هُو عالمُ الغيبِ . والجملةُ استئنافٌ مُقررٌ لما قبلَهُ من عدم الدرايةِ والفاءُ لترتيب عدمِ الإظهارِ على تفرده تعالى بعلم الغيبِ على الإطلاق أي فلا يُطلْعُ على غيبِه إطلاعاً كاملاً ينكشفُ به جليةُ الحالِ انكشافاً تاماً مرحباً لعين اليقينِ أحداً من خلقه .