السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ فَلَا يُظۡهِرُ عَلَىٰ غَيۡبِهِۦٓ أَحَدًا} (26)

وقوله تعالى : { عالم الغيب } بدل من ربي أو بيان أو خبر مبتدأ مضمر ، أي : هو عالم الغيب كله وهو ما لم يبرز إلى عالم الشهادة فهو مختص بعلمه سبحانه فلذلك سبب عنه قوله تعالى : { فلا يظهر } أي : بوجه من الوجوه في وقت من الأوقات . { على غيبه } الذي غيبه عن غيره فهو مختص به { أحداً } لعزة علم الغيب ولأنه خاصة الملك . { إلا من ارتضى } وقوله تعالى : { من رسول } تبيين لمن ارتضى ، أي : إلا من يصطفيه لرسالته ونبوّته فيظهره على ما يشاء من الغيب ، وتارة يكون ذلك الرسول ملكاً ، وتارة يكون بشراً ، وتارة يظهره على ذلك بواسطة ملك ، وتارة بغير واسطة كموسى عليه السلام في أوقات المناجاة ، ومحمد صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج في العالم الأعلى في حضرة قاب قوسين أو أدنى .