إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَوَضَعۡنَا عَنكَ وِزۡرَكَ} (2)

وقوله تعالى : { وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ } عطفٌ على ما أشيرَ إليهِ من مدلولِ الجملةِ السابقةِ كأنَّه قيلَ : قدْ شرحنَا صدرَكَ ووضعنَا الخ ، وعنكَ متعلقٌ بوضعنَا وتقديمُهُ على المفعولِ الصريحِ معَ أنَّ حقَّه التأخرُ عنْهُ لما مرَّ آنِفاً منَ القصدِ إلى تعجيلِ المسرةِ والتشويقِ إلى المؤخَّرِ ، ولِما أنَّ في وصفِه نوعَ طولٍ فتأخيرُ الجارِّ والمجرورِ عنْهُ مخلٌّ بتجاوبِ أطرافِ النظمِ الكريمِ ، أيْ : حططنَا عنكَ عِبأكَ الثقيلَ .