لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَوَضَعۡنَا عَنكَ وِزۡرَكَ} (2)

{ ووضعنا عنك وزرك } أي حططنا عنك وزرك الذي سلف منك في الجاهلية فهو كقوله{ ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر }[ الفتح : 2 ] وقيل : الخطأ والسّهو . وقيل : ذنوب أمتك ، فأضافها إليه لاشتغال قلبه بها ، وقيل : المراد بذلك ما أثقل ظهره من أعباء الرسالة حتى يبلغها ، لأن الوزر في اللغة الثقل تشبيهاً بوزر الجبل ، وقيل : معناه عصمناك عن الوزر الذي ينقض ظهرك لو كان ذلك الوزر حاصلاً فسمى العصمة وضعاً مجازاً .

واعلم أن القول في عصمة الأنبياء قد تقدم مستوفى في سورة طه عند قوله تعالى :

{ وعصى آدم ربه فغوى }[ طه : 121 ] وعند قوله{ ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر }[ الفتح : 2 ] .