فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَوَضَعۡنَا عَنكَ وِزۡرَكَ} (2)

{ ووضعنا } حططنا .

{ وزرك } ثقلك ، وهمك .

{ ووضعنا عنك وزرك . ( 2 ) الذي أنقض ظهرك( 3 ) } ؛ وجائز أن يكون هذا الثقل الذي وضع عنه : إزالة الحيرة التي كانت قبل البعثة ؛ أو ما كان تهالك عليه وحرص من إسلام أولى العناد فيغتم لذلك ويشتد أسفه حتى يكاد يموت حزنا ، ويعاتب على هذا من لدن ربنا العلي الأعلى بقوله الحكيم : { لعلك باخع نفسك أن لا يكونوا مؤمنين }{[11549]} ؛ وقول المولى تبارك اسمه : { فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا }{[11550]} ، فوضعه الله تعالى عنه بأن استجاب له وآمن بدعوته من سبقت لهم الحسنى كأبي بكر وحمزة وعمر وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين ؛ وبشره الله البر الرحيم بأنه لن يسأل عن أصحاب الجحيم ، وأنه لن يكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ، وليس عليه أن يهتدوا . وإنما عليه أن يبلغ وينذر { فذكر إنما أنت مذكر . لست عليهم بمسيطر }{[11551]} .

مما أورد القرطبي : وقيل عصمناك من احتمال الوزر ، وحفظناك قبل النبوة في الأربعين من الأدناس ؛ حتى نزل عليك الوحي وأنت مطهر من الأدناس . اه


[11549]:- سورة الشعراء. الآية 3.
[11550]:- سورة الكهف. الآية 6.
[11551]:- سورة الغاشية. الآيتان 21، 22.