{ وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ } معطوف على معنى ما تقدّم ، لا على لفظه : أي قد شرحنا لك صدرك ووضعنا الخ ، ومنه قول جرير يمدح عبد الملك بن مروان :
ألستم خير من ركب المطايا *** وأندى العالمين بطون راح
أي أنتم خير من ركب المطايا ، وأندى الخ . قرأ الجمهور { نَشْرَحْ } بسكون الحاء بالجزم ، وقرأ أبو جعفر المنصور العباسي بفتحها . قال الزمخشري : قالوا لعله بيَّن الحاء وأشبعها في مخرجها ، فظنّ السامع أنه فتحها . وقال ابن عطية : إن الأصل ألم نشرحن بالنون الخفيفة ، ثم إبدالها ألفاً ، ثم حذفها تخفيفاً كما أنشد أبو زيد :
من أي يوميَّ من الموت أفر *** أيوم لم يقدّر أم يوم قدر
بفتح الراء من «لم يقدر » . ومثله قوله :
اضرب عنك الهموم طارقها *** ضربك بالسيف قونس الفرس
بفتح الباء من اضرب ، وهذا مبني على جواز توكيد المجزوم بلم ، وهو قليل جداً كقوله :
يحسبه الجاهل ما لم يعلما *** شيخا على كرسيه معمما
فقد تركبت هذه القراءة من ثلاثة أصول كلها ضعيفة : الأول توكيد المجزوم بلم ، وهو ضعيف . الثاني إبدالها ألفاً ، وهو خاص بالوقف ، فإجراء الوصل مجرى الوقف ضعيف . والثالث حذف الألف ، وهو ضعيف أيضاً ، لأنه خلاف الأصل ، وخرّجها بعضهم على لغة بعض العرب الذين ينصبون بلم ويجزمون بلن ، ومنه قول الشاعر :
في كل ما همّ أمضى رأيه قدما *** ولم يشاور في إقدامه أحدا
بنصب الراء من يشاور ، وهذه اللغة لبعض العرب ما أظنها تصح ، وإن صحت فليست من اللغات المعتبرة فإنها جاءت بعكس ما عليه لغة العرب بأسرها . وعلى كل حال فقراءة هذا الرجل مع شدّة جوره ومزيد ظلم ، وكثرة جبروته وقلة علمه ليس بحقيقة بالاشتغال بها . و«الوزر » : الذنب ، أي وضعنا عنك ما كنت فيه من أمر الجاهلية . قال الحسن وقتادة والضحاك ومقاتل : المعنى حططنا عنك الذي سلف منك في الجاهلية ، وهذا كقوله : { لّيَغْفِرَ لَكَ الله مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ } [ الفتح : 2 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.