الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوٓاْ أَوۡ مَاتُواْ لَيَرۡزُقَنَّهُمُ ٱللَّهُ رِزۡقًا حَسَنٗاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّـٰزِقِينَ} (58)

{ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآياتِنَا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ * وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } أي فارقوا أوطانهم وعشائرهم في طاعة الله سبحانه وطلب رضاه { ثُمَّ قُتِلُواْ أَوْ مَاتُواْ } وهم كذلك { لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً } في الجنة { وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ } وقيل : هو قوله سبحانه

{ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } [ آل عمران : 169 ] .

روى ابن وهب عن عبد الرَّحْمن بن الحجاج بن سلامان بن عامر قال : كان فضالة بن دوس أميراً على الأرباع ، فخرج بجنازتي رجلين : أحدهما قتيل والآخر متوفّى ، فرأى ميل الناس مع جنازة القتيل إلى حفرته فقال : أراكم أيّها الناس تميلون مع القتيل وتفضلّونه على أخيه المتوفّى فوالذي نفسي بيده ما أُبالي من أىّ حفرتها بعثت ، إقرؤوا قول الله سبحانه { وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُواْ أَوْ مَاتُواْ لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ } .