الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوٓاْ أَوۡ مَاتُواْ لَيَرۡزُقَنَّهُمُ ٱللَّهُ رِزۡقًا حَسَنٗاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّـٰزِقِينَ} (58)

قوله : { لَيَرْزُقَنَّهُمُ } : جوابُ قَسَمٍ مقدرٍ . والجملةُ القسميةُ وجوابُها خبرُ قولِه : { وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ } ، وفيه دليلٌ على وقوعِ الجملةِ القسَميةِ خبراً لمبتدأ . ومَنْ يَمْنَعُ يُضْمِرْ قولاً هو الخبر تُحكى به هذه الجملةُ القَسَمية . وهو قولٌ مرجوح .

قوله : { رِزْقاً } يجوز أن يكونَ مفعولاً ثانياً على أنه من باب الرِّعْي والذِّبْح أي : مرزوقاً حسناً ، وأَنْ يكونَ مصدراً مؤكَّداً . وقوله : { ثُمَّ قُتِلُواْ } وقوله " مُدْخَلاً " قد تقدم الخلافُ في القراءةِ بهما في آل عمران وفي النساء .