أفرد سبحانه المهاجرين بالذكر تخصيصاً لهم بمزيد الشرف ، فقال : { والذين هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ الله } قال بعض المفسرين : هم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة . وقال بعضهم : الذين هاجروا من الأوطان في سرية أو عسكر ، ولا يبعد حمل ذلك على الأمرين ، والكلّ من سبيل الله { ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا } أي في حال المهاجرة ، واللام في { لَيَرْزُقَنَّهُمُ الله رِزْقاً حَسَناً } جواب قسم محذوف ، والجملة خبر الموصول بتقدير القول ، وانتصاب { رزقاً } على أنه مفعول ثانٍ ، أي : مرزوقاً حسناً ، أو على أنه مصدر مؤكدة ، والرزق الحسن هو نعيم الجنة الذي لا ينقطع وقيل هو الغنيمة لأنه حلال . وقيل : هو العلم والفهم كقول شعيب : { وَرَزَقَنِى مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا } [ هود : 88 ] . قرأ ابن عامر وأهل الشام : «ثم قتلوا » بالتشديد على التكثير ، وقرأ الباقون بالتخفيف { وَإِنَّ الله لَهُوَ خَيْرُ الرازقين } فإنه سبحانه يرزق بغير حساب ، وكل رزق يجري على يد العباد لبعضهم البعض ، فهو منه سبحانه ، لا رازق سواه ولا معطي غيره ، والجملة تذييل مقرّرة لما قبلها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.