الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَٰقِعٞ} (7)

{ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ } نازل { مَّا لَهُ مِن دَافِع } مانع .

قال جبير بن مطعم : قدمت المدينة لأكلم رسول الله في أسارى بدر [ فذهبت ] إليه وهو يصلّي بأصحابه المغرب ، وصوته يخرج من المسجد ، فسمعته يقرأ { وَالطُّورِ } الى قوله : { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَّا لَهُ مِن دَافِع } فكأنما صدع قلبي ، وكان أوّل ما دخل قلبي الإسلام ، فأسلمت خوفاً من نزول العذاب ، وما كنت أظن أني أقوم من مكاني حتى يقع بي العذاب .

وأخبرني أبو عبد الله بن فنجويه قال : حدّثنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : أخبرت عن [ محمد ] بن الحرث المكي ، عن عبد الله بن رجاء المكي ، عن هشام بن حسان ، قال : انطلقت أنا ومالك بن دينار إلى الحسن فانتهينا إليه وعنده رجل يقرأ ، فلمّا بلغ هذه الآية { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَّا لَهُ مِن دَافِع } بكى الحسن وبكى أصحابه ، وجعل مالك يضطرب حتى غشي عليه .