اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَٰقِعٞ} (7)

قوله : { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ } نازل وكائن . وقوله : «مِنْ دَافِعٍ » يجوز أن تكون الجملة خبراً ثانياً ، وأن تكون صفة لواقع أي واقع غير مدفوع . قال أبو البقاء{[53073]} . و «مِنْ دَافِعٍ » يجوز أن يكون فاعلاً{[53074]} ، وأن يكون مبتدأ{[53075]} و«مِنْ » مزيدة على الوجهين .

فصل

قال جُبَيْرُ بْنُ مُطْعمٍ : قدمت المدينة لأكلمَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في أُسَارَى بدر فدفعت إليه وهو يصلي بأصحابه المغرب وصوته يخرج من المسجد فسمعته يقرأ «والطور » إلى قوله : { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ } فكأنما صُدِّع قلبي حين سمعت ( ه ) ولم أَكُنْ أُسْلِمُ{[53076]} يومئذ قال : فأسلمتُ خوفاً من نزول العذاب وما كنت أظن أن أقومَ من مكاني حتى يقع بي العذاب{[53077]} .


[53073]:التبيان 1183.
[53074]:لـ "له" أن تكون نائب فاعل أي ما وُجد له دافع يدفع العذاب.
[53075]:والخبر: "له" وهو يكون –أي دافع- مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
[53076]:في البغوي: ولم يكن أسلم يومئذ، وفي (ب) ولم أكن أسلمت والبغوي و(ب) هما الواضحان بالمقصود.
[53077]:وانظر تفسير البغوي والخازن 6/249.