الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ} (58)

{ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } قرأه العامّة برفع النون على نعت الله سبحانه وتعالى ، وهو القوي المقتدر المبالغ في القوّة والقدرة .

قال ابن عباس : المتين الصلب الشديد ، وقرأ يحيى والأعمش ( الْمَتِينُ ) خفضاً على نعت القوّة . قال الفرّاء : كان حقّه التأنيث فذكّره ؛ لأنّه ذهب به إلى الشيء المبرم المحكم الفتل ، كما يقال : حبل متين ، وأنشد الفرّاء :

لكلّ دهر قد لبست أثوبا *** حتى اكتسى الرأس قناعاً أشيبا

من ريطة واليمنة المعصّبا

فذكّر المعصب ؛ لأنّ اليمنة صنف من الثياب .

ومن هذا الباب قوله سبحانه :

{ فَمَن جَآءَهُ مَوْعِظَةٌ } [ البقرة : 275 ] أي وعظ ، وقوله :

{ وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ } [ هود : 67 ] أي الصياح والصوت .

وأخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه الدينوري ، قال : حدّثنا القطيفي ، قال : حدّثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا يحيى بن آدم ويحيى بن أبي كثير قالا : حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبدالرَّحْمن بن يزيد عن عبدالله بن مسعود قال : أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم { إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } .