الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوبٗا مِّثۡلَ ذَنُوبِ أَصۡحَٰبِهِمۡ فَلَا يَسۡتَعۡجِلُونِ} (59)

{ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ } كفروا من أهل مكة { ذَنُوباً } قال ابن عباس وسعيد بن جبير : سجّلا . مجاهد : سبيلا . النخعي : طرفاً . عطاء وقتادة : عذاباً . الحسن : دولة . الكسائي : حظاً . الأخفش : نصيباً . وأصل الذّنوب في اللغة الدلو الكبيرة العظيمة المملوءة ماءً .

قال الراجز :

لها ذَنوب ولكم ذَنوب *** فإن أبيتم فلنا القليب

ثم يستعمل في الحظ والنصيب كقول علقمة بن عبيدة .

وفي كل قوم قد خبطت بنعمة *** فحق لشأس من نداك ذَنوب

لعمرك والمنايا طارقات *** لكل بني أب منهم ذَنوب

{ مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ } من كفار الأُمم الخالية { فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ } بالعذاب ، فإنّما أُمهلوا مع ذنوبهم لأجل ذنوبهم .