الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ} (7)

{ خُشَّعاً } ذليلة { أَبْصَارُهُمْ } وهو نصب على الحال مجازه { خُشَّعاً } ، وقرأ ابن عباس ويعقوب وحمزة والكسائي وخلف ( خاشعاً ) بالألف على الواحد ، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم اعتباراً بقراءة عبد الله وأبي رجاء خاشعة أبصارهم ، وقرأ الباقون ( خشّعاً ) بلا ألف على الجمع .

قال الفرّاء وأبو عبيدة : إذا تأخرت الأسماء عن فعلها فلك فيه التوحيد والجمع والتأنيث والتذكير تقول من ذلك : مررت برجال حسن وجوههم ، وحسنة وجوههم وحسان وجوههم . قال الشاعر :

وشباب حسن أوجههم *** من إياد بن نزار بن معد

فمن وحّد فلأنّه في معنى الجمع ، ومن جمع فلأنّه صفات ، والصفات اسماء ، ومن أنّث فلتأنيث الجماعة ، وقال الآخر :

يرمي الفجاج بها الركبان معترضاً *** أعناق بزلها مزجىً لها الجدل

قال الفرّاء : لو قال : معترضة أو معترضات أو مزجاة أو مزجيات كان كل ذلك جائزاً .

{ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ } القبور { كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } حيارى ، وذكر المنتشر على لفظ الجراد ، نظيره

{ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ } [ القارعة : 4 ] .