الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡتَغِي حَكَمٗا وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ مُفَصَّلٗاۚ وَٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡلَمُونَ أَنَّهُۥ مُنَزَّلٞ مِّن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ} (114)

قوله تعالى { أَفَغَيْرَ اللَّهِ } فيه إضمار أي قل لهم يا محمد أفغير اللّه { أَبْتَغِي حَكَماً } قاضياً بيني وبينكم ، { وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً } مبيّناً يعني { أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي } يعني التوراة والإنجيل وهم مؤمنو أهل الكتاب .

قال عطاء : هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر ، وعمر وعثمان وعلي وأتباعهم رضي اللّه عنهم والكتاب هو القرآن .

{ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ } يعني القرآن { مُنَزَّلٌ } .

قرأ الحسن والأعمش وأبي عامر : وخص بالتشديد من التنزيل لأنه أنزل نجوماً مرة بعد مرة .

وقرأ الباقون : بالتخفيف من الإنزال لقوله عز وجل يعني أنزل إليكم الكتاب { مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ *