جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡتَغِي حَكَمٗا وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ مُفَصَّلٗاۚ وَٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡلَمُونَ أَنَّهُۥ مُنَزَّلٞ مِّن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ} (114)

{ أفغير الله أبتغي حَكَما } أي : قل أغير الله أطلب من يحكم بيني وبينكم ، و( حكما ) حال من غير الله ، { وهو الذي أنزل إليكم الكتاب } : القرآن ، { مفصّلا } : بين وميز الحق والباطل ، { والذين آتيناهم الكتاب } : من اليهود والنصارى ، { يعلمون أنه مُنزّل من ربك بالحق } ، لأن وصفه مذكور في كتبهم ، { فلا تكونن من الممترين } في أنه من عند الله ، وهذا من باب التحريض ، والتهييج ، قال تعالى : ( وإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرءون الكتاب ) الآية ( يونس : 94 ) ، وقد جاءت في الحديث أنه عليه السلام قال حين نزوله : ( لا أشك ولا أسأل ){[1509]} أو المراد نهي الأمة ، وقيل : معناه لا تكن من الشاكين في أنهم يعلمون ذلك .


[1509]:أخرج ابن جرير الطبري في (تفسيره) (11/116) عن قتادة رضي الله عنه. وذكره السيوطي في (الدر المنثور) (3/571) ونسبه لعبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه.