الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَمَا لَكُمۡ أَلَّا تَأۡكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ وَقَدۡ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيۡكُمۡ إِلَّا مَا ٱضۡطُرِرۡتُمۡ إِلَيۡهِۗ وَإِنَّ كَثِيرٗا لَّيُضِلُّونَ بِأَهۡوَآئِهِم بِغَيۡرِ عِلۡمٍۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُعۡتَدِينَ} (119)

وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ } وما يمنعكم أن لا تأكلوا { مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ } من الذبائح { وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ } .

قرأ الحسن وأبو رجاء [ الأعرج ] وقتادة والجبائي وطلحة ومجاهد وحميد وأهل المدينة : بالفتح فهما على معنى فصل اللّه ما حرمه عليكم لقوله إسم اللّه جرى ذكره تعالى .

وقرأ محمد بن عامر وأبو عمرو : بضمهما على غير تسمية الفاعل لقوله ذكر .

وقرأ أصحاب عبد اللّه وأهل الكوفة : فصل بالفتح يحرم بالضم .

وقرأ عطية العوفي فصل مفتوحاً خفيفاً بمعنى قطع الحكم فيما حرم عليكم وهو ما ذكر في سورة المائدة قوله تعالى

{ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ }

الآية [ المائدة : 3 ] { إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ } من هذه الأشياء فإنه حلال لكم عند الإضطرار ثم قال { وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ } قرأ الحسن وأهل الكوفة : بضم الياء كقوله : يضلوك .

وقرأ الباقون : بالفتح كقوله : من يضل ومن ضل { بِأَهْوَائِهِم } بمرادهم { بِغَيْرِ عِلْمٍ } حين دعوا إلى أكل الميتة { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ } المتجاوزين من الحلال إلى الحرام .