الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡتَغِي حَكَمٗا وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ مُفَصَّلٗاۚ وَٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡلَمُونَ أَنَّهُۥ مُنَزَّلٞ مِّن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ} (114)

{ حُكْماً } أبلغُ من حاكِمٍ ، إذ هي صيغةٌ للعَدْلِ من الحكام ، والحاكم جَارٍ على الفعل ، فقَدْ يقال للجائِرِ ، و{ مُفَصَّلاً } معناه : مزالُ الإشكال ، والكتاب أولاً هو القرآن ، وثانياً اسم جنسٍ للتوراةِ ، والإنجيلِ ، والزبورِ ، والصُّحُفِ .

وقوله تعالى : { فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الممترين }[ الأنعام :114 ] .

تثبيتٌ ومبالغةٌ وطَعْنٌ على الممترين .

قلتُ : وقد تقدَّم التنبيهُ على أنه صلى الله عليه وسلم مَعْصُومٌ ، وأنَّ الخطاب له ، والمراد غيره ممَّنْ يْمُكِنُ منه الشَّكُّ .