بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡتَغِي حَكَمٗا وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ مُفَصَّلٗاۚ وَٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡلَمُونَ أَنَّهُۥ مُنَزَّلٞ مِّن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ} (114)

وقوله تعالى :

{ أَفَغَيْرَ الله أَبْتَغِي حَكَماً } يعني : أعْبُدُ غير الله ؟ ويقال : أأطلب القضاء من غير الله ؟ { وَهُوَ الذي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الكتاب مُفَصَّلاً } يعني : مبيناً فيه أمره ونهيه بلغة يعرفونها . ويقال : مفرقاً سورة سورة وآية آية . { والذين آتيناهم الكتاب } يعني : مؤمني أهل الكتاب { يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مّن رَّبّكَ بالحق } يعني : القرآن منزل من الله بالعدل . قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص { مُنَزَّلٌ } بتشديد الزاي ، وقرأ الباقون بالتخفيف .

ثم قال : { فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الممترين } يعني : الشاكين في أنه الحق وأنه من الله تعالى . خاطبه بذلك وأراد به غيره من المؤمنين لكي لا يشكوا فيه .