الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفۡـِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ وَلِيَرۡضَوۡهُ وَلِيَقۡتَرِفُواْ مَا هُم مُّقۡتَرِفُونَ} (113)

وَلِتَصْغَى } أي ولكي تميل .

وقال ابن عباس : ترجع يقال : صغى يصغى صغاً وصغى يصغى ويصغو صغواً وصغواً إذا مال .

قال الفطامي :

أصغت إليه هجائن بنحدودها *** آذانهن تلى الحداة السوق

ترى عينها صغواء في جنب ماقها *** تراقب كفي والقطيع المحرما

{ إِلَيْهِ } يعني إلى الزخرف والغرور ، ويقال : صغو فلان معك ، وصغاه معك أي ميله وهواه .

وقرأ النجعي : ولتصغي بضم التاء وكسر الغين أي تميل ، والإصغاء الإمالة . ومنه الحديث " إن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يصغي الإناء للهرة " .

{ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ } الأفئدة جمع الفؤاد مثل غراب وأغربة { وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ } أي وليكتسبوا ما هم مكتسبون .

وقال ابن زيد : وليعملوا ما هم عاملون . يقال : إقترف فلان مالاً أي اكتسبه ، وقارف فلان هذا الأمر إذا واقعه وعمله ، قال اللّه تعالى

{ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً } [ الشورى : 23 ] .

قال لبيد :

وإني لآتي ما أتيت وإنني *** لما اقترفت نفسي عليَّ لراهب

وقيل : هو من التهمة يقال : قرفه بسوء إذا اتهمه به .

قال رؤبة :

أعيا اقتراف الكذب المقروف *** تقوى التقيّ وعفّة العفيف