الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{أَن تَقُولُوٓاْ إِنَّمَآ أُنزِلَ ٱلۡكِتَٰبُ عَلَىٰ طَآئِفَتَيۡنِ مِن قَبۡلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمۡ لَغَٰفِلِينَ} (156)

{ أَن تَقُولُواْ } يعني [ لئلاّ ] تقولوا كقوله { يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ } [ النساء : 176 ] وقوله : { قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مَّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ } [ المائدة : 19 ] يعني أي لا تقولوا يعني لئلاّ تقولوا .

وقيل : معناه أنزلناه كراهة أن يقول ، وقال الكسائي : معناه : اتقوا أن تقولوا : يا أهل مكّة ، وقرأ ابن محيصن والأعمش كلاهما والقراءة بالياء بقوله تعالى فقد جاءكم { إِنَّمَآ أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا } يعني اليهود والنصارى { وَإِن كُنَّا } وقد كنّا { عَن دِرَاسَتِهِمْ } قرأتهم { لَغَافِلِينَ } لا نعلم ما هي وإنَّما قال : دراستهم ، ولم يقل : دراستهما ، لأن كل طائفة جماعة ، كقوله تعالى

{ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُواْ } [ الحج : 19 ] وأن ما يقال من المؤمنين اقتتلوا .