فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَن تَقُولُوٓاْ إِنَّمَآ أُنزِلَ ٱلۡكِتَٰبُ عَلَىٰ طَآئِفَتَيۡنِ مِن قَبۡلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمۡ لَغَٰفِلِينَ} (156)

{ أن تقولوا } قال الكوفيون : أنزلناه لئلا تقولوا ، وقال البصريون كراهة أن تقولوا ، وقال الفراء والكسائي : واتقوا أن تقولوا يا أهل مكة { إنما أنزل الكتاب } أي التوراة والإنجيل .

{ على طائفتين من قبلنا } هم اليهود والنصارى ولم ينزل علينا كتاب ، وتخصيص الإنزال بكتابيهما لأنها اللذان اشتهرا من بين الكتب السماوية بالاشتمال على الأحكام ، وفيه دليل على أن المجوس ليسوا بأهل كتاب إذ لو كانوا منهم لكانوا ثلاث طوائف ، قاله ابن الكمال .

{ وإن } مخففة واسمها أي إنا { كنا عن دراستهم } أي تلاوة كتبهم بلغاتهم { لغافلين } أي لا ندري ما فيها ومرادهم إثبات نزول الكتابين مع الاعتذار عن اتباع ما فيهما بعدم الدراية منهم والغفلة عن معناهما .