الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ} (1)

مقدمة السورة:

مكيّة ، وهي سبع عشرة آية ، واحدى وستون كلمة ، ومائتان وتسع وثلاثون حرفاً .

أخبرني أبو عثمان بن أبي بكر المقرئ قال : أخبرنا أبو عمرو بن أبي الفضل الشروطي قال : حدّثنا إبراهيم بن شريك الأسدي قال : حدّثنا أبو عبدالله بن يونس قال : حدّثنا سلام بن سليم قال : حدّثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أُبيّ بن كعب قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( من قرأ سورة الطارق أعطاه الله من الأجر بعدد كلّ نجم في السماء عشر حسنات ) .

وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن نصرويه قال : حدّثنا أبو العباس إسحاق بن الفضل الزيات قال : حدّثنا يوسف بن موسى القطان قال : حدّثنا الضحّاك بن مخلد عن عبدالله بن عبدالرحمن بن يعلي بن كعب عن عبدالرحمن بن خالد بن جبلة أو ابن أبي جبلة شك أبو عاصم عن أبيه قال : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) متوكئاً على قوس في مشرقة ثقيف فقرأ : ) والسماء والطارق ( حتى ختمها ، فحفظتها في الجاهلية ، قال : فمررت في مجلس ثقيف وفيهم قوم من قريش فمنهم عتبة وشيبة وأبناء ربيعة فاستقرؤني فقرأتها عليهم فقال الثقفيون : ما نرى هذا إلاّ حقاً ، فقال القرشيون : نحن أعلم بصاحبنا لو علمنا أنه حق لتبعناه .

{ وَالسَّمَآءِ وَالطَّارِقِ } .

نزلت في أبي طالب وذلك " لأنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتحفه بخبز ولبن فبينما هو جالس يأكل إذا بخط نجم فامتلأ ماءً ثمّ ناراً ففزع أبو طالب وقال : أي شيء هذا ، فقال رسول الله ( عليه السلام ) : " هذا نجم رمي به وهو آية من آيات الله تعالى " .

فعجب أبو طالب ، فأنزل الله سبحانه وتعالى { وَالسَّمَآءِ وَالطَّارِقِ } " ، والمعنى : يعني النجم يظهر ليلا ويخفى نهاراً ، أو كل ماجاء ليلا فقد طرق .

ومنه حديث نهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله وقال : " تستعد المغيبة وتمتشط الشعثة " ، وقالت هند بنت عتبة يوم أحد :

نحن بنات طارق *** نمشي على النمارق

تريد أن أبانا نجم في شرفه وعلوه .

وأنشدنا أبو القاسم المفسّر قال : أنشدني أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن قال : أنشدني أبو عبد الله محمد بن الرومي قال :

يا راقد الليل مسروراً بأوّله *** إنّ الحوادث قد يطرقن أسحاراً

لا تفرحن بليل طاب أوّله *** فرب آخر ليل أجج النارا

{ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ }