{ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى } قال : خرج إلى العيد فصلى .
وروى عبيد الله بن عمر عن نافع قال : كان ابن عمر إذا صلّى الغداة يعني من يوم العيد قال : يا نافع أخرجت الصدقة فإن قلت نعم مضى إلى المصلّى وإن قلت لا قال : فالآن فأخرج ، فإنما نزلت هذه الآية في هذا { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى } { وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى } : وروى مروان بن معاوية عن أبي خالد قال : دخلت على أبي العالية فقال لي : إذا غدوت غداً إلى العيد فمرّ بي ، قال : فمررت به فقال : هل طمعت شيئاً ؟ قلت : نعم ، قال : أفضت على نفسك من الماء ، قلت : نعم ، قال : فأخبرني ما فعلت زكاتك ؟ قلت : قد وجهتها قال : إنما أردتك لهذا ثم قرأ { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى } وقال : إنّ أهل المدينة لا يرون صدقة أفضل منها ومن سقاية الماء ، ودليل هذا التأويل ما أخبرني الحسين قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن علي الهمداني قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن إسحاق الأصبهاني قال : حدّثنا حاتم بن يونس الجرجاني قال : حدّثنا دحيم قال : حدّثنا عبد الله بن نافع عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جدّه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى } قال : " أخرج زكاة الفطر ، وخرج إلى المصلى فصلّى " .
قلت : ولا أدري ما وجه هذا التأويل ، لأن هذه السورة مكيّة بالإجماع ولم يكن بمكّة عيد ، ولا زكاة فطر والله أعلم .
{ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ } : أي وذكر ربّه ، وقيل : وذكر تسمية ربّه ، وقيل : هو تكبير العيد ، فصلّى صلاة العيد ، وقيل : الصلوات الخمس . يدل عليه ما أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا أحمد ابن عبد الله قال : حدّثنا محمد بن عبد الله قال : حدّثنا عباد بن أحمد العمري قال : حدّثنا عمّي محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عطاء بن السائب عن ابن سابط عن جابر قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى } قال : " من شهد أن لا إله إلاّ الله وخلع الأنداد وشهد أني رسول الله " { وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى } قال : " هي الصلوات الخمس ، والمحافظة عليها حين ينادى بها ، والإهتمام بمواقيتها ، وقيل : الصلاة ههنا الدعاء " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.