فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَذَكَرَ ٱسۡمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ} (15)

{ وذكر اسم ربه فصلى } قيل المعنى ذكر اسم ربه بالخوف فعبده وصلى له ، وقيل ذكر اسم ربه بلسانه وكبر للافتتاح فصلى أي فأقام الصلوات الخمس ، وبه يحتج على وجوب تكبيرة الافتتاح وعلى أنها ليست من الصلاة لأن الصلاة عطفت عليها وهو يقتضي المغايرة ، على أن الافتتاح جائز بكل اسم من أسمائه عز وجل ، قاله النسفي وفيه نظر ، وقيل ذكر موقفه ومعاده فعبده وهو كالقول الأول .

وقيل ذكر اسم ربه بالتكبير في أول الصلاة لأنها لا تنعقد إلا بذكره وهو قوله الله أكبر ، وقيل ذكر اسم ربه في طريق المصلى فصلى ، وقيل هو أن يتطوع بصلاة بعد زكاة ، وقيل المراد بالصلاة هنا صلاة العيد كما أن المراد بالتزكي في الآية الأولى زكاة الفطر ، ولا يخفى بُعد هذا القول لأن السورة مكية ولم تفرض زكاة الفطر وصلاة العيد إلا بالمدينة .

عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله { قد أفلح من تزكى } قال " من شهد أن لا إله إلا الله وقطع الأنداد وشهد أني رسول الله { وذكر اسم ربه فصلى } قال هي الصلوات الخمس والمحافظة عليها والاهتمام بمواقيتها " أخرجه ابن مردويه ، وقال البزار لا يروى عن جابر إلا من هذا الوجه وعن ابن عباس قال من تزكى من الشرك { وذكر اسم ربه } قال وحد الله فصلى ، قال : الصلوات الخمس .