الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَذَكَرَ ٱسۡمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ} (15)

قوله تعالى : { وَذَكَرَ اسم رَبِّهِ } أي : وَحَّدَهُ وَصلَّى له الصلواتِ المفروضةَ وغيرَها ، وقال أبو سعيد الخدري وغيره : هذه الآيةُ نزلتْ في صَبِيحَةِ يومِ الفِطْرِ ، ف { تزكى } : أدَّى زكاةَ الفِطْرِ ، { وَذَكَرَ اسم رَبِّهِ } في طريق المُصَلَّى ، وصَلَّى صلاةَ العِيد ، ثم أخْبَرَ تعالى الناسَ أنهم يؤثِرُونَ الحياةَ الدنيا ، وسَبَبُ الإيثارِ حُبُّ العَاجِلِ والجهلُ ببقاءِ الآخرةِ وفَضْلِها ، ورَوِّينَا في كتابِ الترمذي عن ابن مسعودٍ قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : " استحيوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الحياءِ ، قَالَ : فقلنا : يَا رسولَ اللَّهِ ، إنَّا نَسْتَحِي وَالحَمْدُ للَّهِ ، قَالَ : لَيْسَ ذَلِكَ ، ولكن الاِسْتِحْيَاءَ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الحَيَاءِ : أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وعى ، وَتَحْفَظَ البَطْنَ وَمَا حوى ، وَلْتَذْكُرِ المَوْتَ والبلى ، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَركَ زِينَةَ الدّنْيَا ، فَمَنْ فَعَل ذَلكَ فَقَدْ استحيا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الحَيَاء " انتهى .