الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{سَيَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمۡ إِذَا ٱنقَلَبۡتُمۡ إِلَيۡهِمۡ لِتُعۡرِضُواْ عَنۡهُمۡۖ فَأَعۡرِضُواْ عَنۡهُمۡۖ إِنَّهُمۡ رِجۡسٞۖ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (95)

{ سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ } انصرفتم { إِلَيْهِمْ } عندهم { لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ } [ لتصفحوا عن جرمهم ولا ] تردونهم ولا تؤنبونهم { فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ } ودعوهم وما اختاروا لأنفسهم من الشأن والمعصية { إِنَّهُمْ رِجْسٌ } نجس ، قال عطاء : أن عملهم نجس { وَمَأْوَاهُمْ } في الآخرة { جَهَنَّمُ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } قال ابن عباس : " نزلت في جدّ بن قيس ومعتب بن قشير وأصحابهما وكانوا ثمانين رجلا من المنافقين فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا قدموا المدينة لا تجالسوهم ولا تكلموهم " .

وقال مقاتل : نزلت في عبد الله بن أُبي ، حَلَف النبي صلى الله عليه وسلم بالذي لا إله إلاّ هو أن لا يرضى عنهم بعدها ، وليكون معه على عدوه وطلب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يرضى عنه فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الآية { الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً }