{ سَيَحْلِفُونَ بالله لَكُمْ } تأكيداً لمعاذيرهم الكاذبةِ وتقريراً لها ، والسين للتأكيد ، والمحلوفُ عليه محذوفٌ يدل عليه الكلامُ وهو ما اعتذروا به من الأكاذيب ، والجملةُ بدلٌ من يعتذرون أو بيانٌ له { إِذَا انقلبتم } أي انصرفتم من الغزو { إِلَيْهِمُ } ومعنى الانقلابِ هو الرجوعُ والانصرافُ مع زيادة معنى الوصولِ والاستيلاء ، وفائدةُ تقييدِ حَلفِهم به الإيذانُ بأنه ليس لدفع ما خاطبهم النبي عليه السلام به من قوله تعالى : { لاَ تَعْتَذِرُواْ } الخ ، بل هو أمرٌ متبدأ { لِتُعْرِضُواْ } وتصفحوا { عَنْهُمْ } صفحَ رضا فلا توبّخوهم ولا تعاتبوهم كما يُفصح عنه قوله تعالى : { لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ } { فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ } لكن لا إعراضَ رضا كما هو طِلْبتُهم بل إعراضَ اجتنابٍ ومقتٍ كما يعرب عنه قوله عز وجل : { إِنَّهُمْ رِجْسٌ } فإنه صريحٌ في أن المرادَ بالإعراض عنهم إما الاجتنابُ عنهم لما فيهم من الرجس الروحاني ، وإما تركُ استصلاحِهم بترك المعاتبةِ لأن المقصودَ بها التطهيرُ بالحمل على الإنابة ، وهؤلاء أرجاسٌ لا تقبل التطهير ، فلا يُتعرّضُ لهم بها وقوله عز وعلا : { وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ } إما من تمام التعليلِ فإن كونَهم من أهل النارِ من دواعي الاجتناب عنهم وموجباتِ تركِ استصلاحِهم باللوم والعتاب ، وإما تعليلٌ مستقلٌ أي وكفتْهم النارُ عتاباً وتوبيخاً فلا تتكلفوا أنتم في ذلك { جَزَاء } نُصب على أنه مصدرٌ مؤكد لفعل مقدر من لفظه وقع حالاً أي يُجزَون جزاءً أو لمضمون الجملةِ السابقة فإنها مفيدةٌ لمعنى المجازاةِ قطعاً كأنه قيل : مجزيّون جزاءً { بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } في الدنيا من فنون السيئاتِ أو على أنه مفعولٌ له .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.