جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ إِذَآ أَنتُم بَشَرٞ تَنتَشِرُونَ} (20)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مّن تُرَابٍ ثُمّ إِذَآ أَنتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } .

يقول تعالى ذكره : ومن حُججه على أنه القادر على ما يشاء أيها الناس من إنشاء وإفناء ، وإيجاد وإعدم ، وأن كل موجود فخلقه خلقة أبيكم من تراب ، يعني بذلك خلق آدم من تراب ، فوصفهم بأنه خلقهم من تراب ، إذ كان ذلك فعله بأبيهم آدم كنحو الذي قد بيّنا فيما مضى من خطاب العرب من خاطبت بما فعلت بسلفه من قولهم : فعلنا بكم وفعلنا .

وقوله : ثُمّ إذَا أنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ يقول : ثم إذا أنتم معشر ذرّية من خلقناه من تراب بشر تنتشرون ، يقول : تتصرّفون . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قَتادة وَمِنْ آياتِهِ أنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ خلق آدم عليه السلام من تراب ثُمّ إذا أنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ يعني ذرّيته .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ إِذَآ أَنتُم بَشَرٞ تَنتَشِرُونَ} (20)

و { من } في قوله { ومن آياته أن خلقكم } للتبعيض ، وقال { خلقكم } من حيث خلق أباهم آدم قاله قتادة ، و { تنتشرون } معناه تتصرفون وتتفرقون في الأغراض والأسفار ونحوها .