التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُ} (2)

ثم وصف - سبحانه - ذاته بما يليق به من جلال وكمال فقال : { الله لا إله إِلاَّ هُوَ الحي القيوم } .

ولفظ الجلالة { الله } يقول بعض العلماء : إن أصله إله ، دخلت عليه أداة التعريف " ال " وحذفت الهمزة فصارت الكلمة الله .

قال القرطبي : قوله { الله } هذا الاسم أكبر أسمائه - تعالى - وأجمعها حتى قال بعضهم : إنه اسم الله الأعظم ، ولم يتسم به غيره ، ولذلك لم يثن ولم يجمع ، فالله اسم للموجود الحق الجامع لصفات الألوهية ، المنعوت بنعوت الربوبية المنفرد بالوجود الحقيقى ، لا إله إلا هو سبحانه - .

ولفظ " إله " قالوا : إنه من أله أى عبد ، فالإِله على هذا المعنى هو المعبود وقيل هو أله أى تحير . . وذلك لأن العبد إذا تفكر فى صفاته - تعالى - تحير فيها ، ولذا قيل : تفكروا فى آلاء الله ولا تتفكروا فى الله .

و { الحي } أى : المتصف بالحياة التى لا بدء ولا فناء لها .

و { القيوم } الدائم القيام بتدبير أمر الخلق وحفظهم ، المعطى لهم ما به قوام حياتهم ، وهو مبالغة فى القيام وأصله قيووم - بوزن فيعول - من قام بالأمر إذا حفظه ودبره .

والمعنى : الله - تعالى - هو الإِله الحق المتفرد بالألوهية التى لا يشاركه فيها سواه . وهو المعبود الحق وكل معبود سواه فهو باطل ، وهو ذو الحياة الكاملة . وهو الدائم القيام بتدبير شئون الخلق وحياطتهم ورعايتهم وإحيائهم وإماتتهم .

قال الآلوسى : ولفظ الجلالة " الله " مبتدأ وما بعده خبر . والجملة مستأنفة ، أى : هو المستحق للعبودية لا غيره . و { الحي القيوم } خبر بعد خبر ، أو خبر لمبتدأ محذوف أى : هو الحى القيوم . . وأياً ما كان فهو كالدليل على اختصاص استحقاق العبودية به - سبحانه - وقد أخرج الطبرانى وابن مزدويه من حديث أبى أمامة مرفوعا أن اسم الله الأعظم فى ثلاث سور ، فى سورة البقرة ، وآل عمران ، وطه .

وقال أبو أمامة : فالتمستها فوجدت فى البقرة { الله لا إله إِلاَّ هُوَ الحي القيوم } وفى آل عمران { الله لا إله إِلاَّ هُوَ الحي القيوم } وفى طه { وَعَنَتِ الوجوه لِلْحَيِّ القيوم }

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُ} (2)

وتقدم أيضًا الكلام على قوله : { اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } في تفسير آية الكرسي .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُ} (2)

ابتُدِىء الكلام بمسند إليه خَبرُه فِعْلِيُّ : لإفادة تقوية الخبر اهتماماً به .

وجيء بالاسم العلَم : لتربية المهابة عند سماعه ، ثم أردف بجملة { لا إله إلاّ هو } ، جملةً معترضة أو حاليةً ، ردّاً على المشركين ، وعلى النصارى خاصة . وأتبع بالوصفين { الحيّ القيوم } لنفي اللبس عن مسمَّى هذا الاسم ، والإيماء إلى وجه انفراده بالإلاهية ، وأنّ غيره لا يستأهلها ؛ لأنّه غير حيّ أوْ غير قَيُّوم ، فالأصنام لا حياة لها ، وعيسى في اعتقاد النصارى قد أميت ، فما هو الآن بقيوُّم ولا هو في حال حياته بقيّوم على تدبير العالم ، وكيف وقد أوذِيَ في الله ، وكُذّب ، واختفّى من أعدائه . وقد مضى القول في معنى { الحيّ القيّوم } في تفسير آية الكرسي .