التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{خَٰلِدِينَ فِيهِۖ وَسَآءَ لَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ حِمۡلٗا} (101)

وقوله : { خَالِدِينَ فِيهِ } أى : فى العذاب المترتب على هذا الوزر .

{ وَسَآءَ لَهُمْ يَوْمَ القيامة حِمْلاً } أى : وبئس ما حملوا على أنفسهم من الإثم بسبب إعراضهم عن هداية القرآن الكريم .

قال الآلوسى : قوله : { وَسَآءَ لَهُمْ يَوْمَ القيامة حِمْلاً } إنشاء الذم ، على أن " ساء " فعل ذم بمعنى بئس . . . وفاعله على هذا هنا مستتر يعود على " حملا " الواقع تمييزا . . . والمخصوص بالذم محذوف ، والتقدير : ساء حملهم حملا وزرهم .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{خَٰلِدِينَ فِيهِۖ وَسَآءَ لَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ حِمۡلٗا} (101)

أي : كذب به وأعرض عن اتباعه أمرًا وطلبًا ، وابتغى الهدى في غيره ، فإن الله يضله ويهديه إلى سواء الجحيم ؛ ولهذا قال : { مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا } أي : إثمًا ، كما قال [ الله ]{[19490]} تعالى : { وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ } [ هود : 17 ] .

وهذا عام في كل من بلغه القرآن من العرب والعجم ، أهل الكتاب وغيرهم ، كما قال تعالى : { لأنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ } [ الأنعام : 19 ] . فكل من بلغه القرآن فهو نذير له وداع ، فمن اتبعه هدي ، ومن خالفه وأعرض عنه ضَلَّ وشقي في الدنيا ، والنار موعده يوم القيامة ؛ ولهذا قال : { مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا * خَالِدِينَ فِيهِ } أي : لا مَحِيد لهم عنه ولا انفكاك { وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلا } أي : بئس الحمل حملهم . {[19491]}


[19490]:زيادة من ف.
[19491]:في ف: "عليهم".

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{خَٰلِدِينَ فِيهِۖ وَسَآءَ لَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ حِمۡلٗا} (101)

{ خالدين فيه } في الوزر أو في حمله والجمع فيه والتوحيد في أعرض للحمل على المعنى واللفظ { وساء لهم يوم القيامة حملا } أي بئس لهم ففيه ضمير مبهم يفسره { حملا } ، والمخصوص بالذم محذوف أي ساء حملا وزرهم ، واللام في { لهم } للبيان كما في { هيت لك } ولو جعلت { ساء } بمعنى أحزن والضمير الذي فيه للوزر أشكل أمر اللام ونصب { حملا } ولم يفد مزيد معنى .