الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{خَٰلِدِينَ فِيهِۖ وَسَآءَ لَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ حِمۡلٗا} (101)

{ خالدين } على المعنى ، لأنّ من مطلق متناول لغير معرض واحد . وتوحيد الضمير في أعرض وما بعده للحمل على اللفظ . ونحوه قوله تعالى : { وَمَن يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خالدين فِيهَا } [ الجن : 23 ] { فِيهِ } أي في ذلك الوزر . أو في احتماله { وسَاء } في حكم بئس . والضمير الذي فيه يجب أن يكون مبهماً يفسره { حِمْلاً } والمخصوص بالذم محذوف لدلالة الوزر السابق عليه ، تقديره : ساء حملا وزرهم ، كما حذف في قوله تعالى : { نِعْمَ العبد إِنَّهُ أَوَّابٌ } [ ص : 30 ، 44 ] أيوب هو المخصوص بالمدح . ومنه قوله تعالى : { وَسَاءتْ مَصِيراً } [ النساء 97 ، 115 ] أي وساءت مصيراً جهنم .

فإن قلت : اللام في ( لهم ) ما هي ؟ وبم تتعلق ؟ قلت : هي للبيان ، كما في { هَيْتَ لَكَ } [ يوسف : 23 ] .

فإن قلت : ما أنكرت أن يكون في ساء ضمير الوزر ؟ قلت : لا يصح أن يكون في ساء وحكمه حكم بئس ضمير شيء بعينه غير مبهم

فإن قلت : فلا يكن ساء الذي حكمه حكم بئس ، وليكن ساء الذي منه قوله تعالى : { سِيئَتْ وُجُوهُ الذين كَفَرُواْ } [ الملك : 27 ] بمعنى أهم وأحزن ؟ قلت : كفاك صادّاً عنه أن يؤول كلام الله إلى قولك : وأحزن الوزر لهم يوم القيامة حملاً ، وذلك بعد أن تخرج عن عهدة هذا اللام وعهدة هذا المنصوب .