التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ وَإِن كُنَّا لَمُبۡتَلِينَ} (30)

ثم عقب - سبحانه - على ما اشتملت عليه قصة نوح من حكم وآداب بقوله : { إِنَّ فِي ذلك لآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ } .

أى : إن فى ذلك الذى ذكرناه لك - أيها الرسول الكريم - عن نوح وقومه { لآيَاتٍ } بينات ، ودلالات واضحات ، على أن هذا القرآن من عندنا لا من عند غيرنا ، وعلى أن العاقبة للمؤمنين ، وسوء المنقلب للكافرين .

و " إن " فى قوله { وَإِن كُنَّا } هى المخففة من الثقيلة ، واللام فى قوله { لَمُبْتَلِينَ } هى الفارقة بينها وبين إن النافية ، والجملة حالية ، والابتلاء : الاختبار والامتحان . . .

أى : إن فى ذلك الذى ذكرناه عن نوح وقومه لآيات واضحات على وحدانيتنا وقدرتنا ، والحال والشأن أن من سنتنا أن نبتلى الناس بالنعم وبالنقم ، وبالخير والشر . ليتبين من يعتبر ويتعظ ، وليتميز الخبيث من الطيب ، وليهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حى عن بينة ، وإن الله لسميع عليم .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ وَإِن كُنَّا لَمُبۡتَلِينَ} (30)

وقوله : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ } أي : إن في هذا الصنيع - وهو إنجاء المؤمنين وإهلاك الكافرين -

{ لآيَاتٍ } أي : لحججًا{[20540]} ودلالات واضحات على صدق الأنبياء فيما جاءوا به عن الله تعالى ، وأنه تعالى فاعل لما يشاء ، وقادر على كل شيء ، عليم بكل شيء وقوله : { وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ } أي : لمختبرين للعباد بإرسال المرسلين . .


[20540]:- في ف ، أ : "لحجج".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ وَإِن كُنَّا لَمُبۡتَلِينَ} (30)

{ إن في ذلك } فيما فعل بنوح وقومه . { لآيات } يستدل بها ويعتبر أولو الاستبصار والاعتبار { وإن كنا لمبتلين } لمصيبين قوم نوح ببلاء عظيم ، أو ممتحنين عبادنا بهذه الآيات { وإن } هي المخففة واللام هي الفارقة .