السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ وَإِن كُنَّا لَمُبۡتَلِينَ} (30)

ولما كانت هذه القصة من أغرب القصص حث على تدبرها بقوله تعالى :

{ إن في ذلك } أي : الأمر العظيم من أمر نوح والسفينة وإهلاك الكفار { لآيات } أي : دلالات على قدرة الله تعالى وصدق الأنبياء في أنّ المؤمنين هم المفلحون وأنهم الوارثون للأرض بعد الظالمين ، وإن عظمت شوكتهم واشتدت صولتهم { وإن كنا } بما لنا من العظمة والوصف الثابت الدال على تمام القدرة { لمبتلين } أي : فاعلين فعل الخبير المختبر لعبادنا بإرسال الرسل ليظهر في عالم الشهادة الصالح منهم من غيره ، ثم نبتلي الصالحين منهم بما يزيد حسناتهم وينقص سيئاتهم ويعلي درجاتهم ، ثم نجعل لهم العاقبة كما قال تعالى : { والعاقبة للمتقين } [ الأعراف ، 128 ] .

تنبيه : إن هي المخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن واللام هي الفارقة .