اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ وَإِن كُنَّا لَمُبۡتَلِينَ} (30)

ثم بين تعالى أنّ فيما ذُكِر من قصة نوح وقومه «آيات » دلالات وعبر في الدعاء إلى الإيمان ، والزجر عن الكفر ، فإنّ إظهار تلك المياه العظيمة ، ثم إذهابها لا يقدر عليه إلا القادر على كل المقدورات ، وظهور تلك الواقعة على وفق قول نوح - عليه السلام{[32624]} - يدل على المعجز العظيم ، وإفناء الكفار ، وبقاء الأرض لأهل الطاعة من أعظم أنواع العبر{[32625]} . قوله : { وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ } «إِنْ » مخففة ، و «اللام » فارقة . وقيل : «إِنْ » نافية و «اللام » بمعنى «إِلاَّ »{[32626]} وتقدم ذلك مراراً فعلى الأول معناه : وقد كنا ، وعلى الثاني : ما كنا إلا مبتلين ، فيجب على كل مكلَّف أن يعتبر بهذا الذي ذكرناه{[32627]} . وقيل : المراد لمعاقبين من كذب الأنبياء ، وسلك مثل طريقة قوم نوح{[32628]} . وقيل : المراد كما عاقب بالغرق من كذب فقد نمتحن من لم يكذب على وجه المصلحة لا على وجه التعذيب{[32629]} ، لكيلا{[32630]} يقدر أن كل الغرق يجري على وجه واحد {[32631]} .


[32624]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[32625]:انظر الفخر الرازي 23/96.
[32626]:انظر البيان 2/182، التبيان 2/953، المغني 1/231 – 232، شرح التصريح 1/230-231، الهمع 1/141- 142، شرح الأشموني 1/288 – 290.
[32627]:انظر الفخر الرازي 23/97.
[32628]:المرجع السابق.
[32629]:في ب: التكذيب. وهو تحريف.
[32630]:في ب: لكن لا. وهو تحريف.
[32631]:انظر الفخر الرازي 23/97.