التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٞۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلٗا} (65)

ثم ختم - سبحانه - الآيات بغرس الطمأنينة فى قلوب المؤمنين الصادقين ، فقال - تعالى - : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وكفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً } .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٞۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلٗا} (65)

58

ولكن هنالك من لا سلطان لك عليهم ، لأنهم مزودون بحصانة تمنعهم منك ومن خيلك ورجلك !

( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان . وكفى بربك وكيلا ) . .

فمتى اتصل القلب بالله ، واتجه إليه بالعبادة . متى ارتبط بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها . متى أيقظ في روحه النفخة العلوية فأشرقت وأنارت . . فلا سلطان حينئذ للشيطان على ذلك القلب الموصول بالله ، وهذا الروح المشرق بنور الإيمان . . )وكفى بربك وكيلا )يعصم وينصر ويبطل كيد الشيطان .

وانطلق الشيطان ينفذ وعيده ، ويستذل عبيده ، ولكنه لا يجرؤ على عباد الرحمن ، فما له عليهم من سلطان .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٞۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلٗا} (65)

وقوله : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } : إخبار بتأييده تعالى عباده المؤمنين ، وحفظه إياهم ، وحراسته لهم من الشيطان الرجيم ؛ ولهذا قال : { وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلا } أي : حافظًا ومؤيدًا وناصرًا .

وقال الإمام أحمد : حدثنا قتيبة ، حدثنا ابن لَهيعة ، عن موسى بن وَرْدَان ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن المؤمن ليُنْضي شياطينه{[17657]} كما ينضي أحدكم بَعيرَه في السفر " {[17658]} .

ينضي ، أي : يأخذ بناصيته ويقهره .


[17657]:في ت: "شيطانه".
[17658]:المسند (2/380).
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٞۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلٗا} (65)

القول في تأويل قوله تعالى : { إِنّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىَ بِرَبّكَ وَكِيلاً } .

يقول تعالى ذكره لإبليس : إن عبادي الذين أطاعوني . فاتبعوا أمري وعصوك يا إبليس . ليس لك عليهم حجة .

وقوله : وكَفَى بَرَبّكَ وَكِيلاً يقول جلّ ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وكفاك يا محمد ربك حفيظا ، وقيما بأمرك . فانقَدْ لأمره . وبلغ رسالاته هؤلاء المشركين . ولا تخف أحدا ، فإنه قد توكل بحفظك ونصرتك ، كما :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : إنّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وكَفَى بَرَبّكَ وَكِيلاً وعباده المؤمنون . وقال الله في آية أخرى إنّما سُلْطانُهُ عَلى الّذِينَ يَتَوَلّوْنَهُ والّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٞۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلٗا} (65)

{ إن عبادي } يعين المخلصين ، وتعظيم الإضافة والتقييد في قوله : { إلا عبادك منهم المخلصين } يخصصهم { ليس لك عليهم سلطان } أي على إغوائهم قردة . { وكفى بربك وكيلاً } يتوكلون عليه في الاستعاذة منك على الحقيقة .