التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَجَعَلُواْ بَيۡنَهُۥ وَبَيۡنَ ٱلۡجِنَّةِ نَسَبٗاۚ وَلَقَدۡ عَلِمَتِ ٱلۡجِنَّةُ إِنَّهُمۡ لَمُحۡضَرُونَ} (158)

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَجَعَلُواْ بَيۡنَهُۥ وَبَيۡنَ ٱلۡجِنَّةِ نَسَبٗاۚ وَلَقَدۡ عَلِمَتِ ٱلۡجِنَّةُ إِنَّهُمۡ لَمُحۡضَرُونَ} (158)

149

والأسطورة الأخرى . أسطورة الصلة بينه - سبحانه - وبين الجنة :

( وجعلوا بينه وبين الجنة نسباً . ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون ) . .

وكانوا يزعمون أن الملائكة هم بنات الله - بزعمهم - ولدتهم له الجنة ! وذلك هو النسب والقرابة ! والجن تعلم أنها خلق من خلق الله . وأنها محضرة يوم القيامة بإذن الله . وما هكذا تكون معاملة النسب والصهر !

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَجَعَلُواْ بَيۡنَهُۥ وَبَيۡنَ ٱلۡجِنَّةِ نَسَبٗاۚ وَلَقَدۡ عَلِمَتِ ٱلۡجِنَّةُ إِنَّهُمۡ لَمُحۡضَرُونَ} (158)

يقول تعالى ذكره : { وجعل هؤلاء المشركون بين الله وبين الجنة نسبا } :

اختلف أهل التأويل في معنى النسب الذي أخبر الله عنهم أنهم جعلوه لله تعالى ، فقال بعضهم : هو أنهم قالوا أعداء الله : إن الله وإبليس أخوان . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وبينَ الجِنّةِ نَسَبا } : قال : زعم أعداء الله أنه تبارك وتعالى وإبليس أخوان .

وقال آخرون : هو أنهم قالوا : الملائكة بنات الله ، وقالوا : الجِنّة : هي الملائكة . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيس وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : { وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وبينَ الجِنّةِ نَسَبا } : قال : قال كفار قريش : الملائكة بنات الله ، فسأل أبو بكر : مَنْ أمهاتهنّ ؟ فقالوا : بنات سَرَوَات الجنّ ، يحسبون أنهم خُلقِوا مما خُلق منه إبليس .

حدثنا عمرو بن يحيى بن عمران بن عفرة ، قال : حدثنا عمرو بن سعيد الأبح ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، في قوله : { وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وبينَ الجِنّةِ نَسَبا } : قالت اليهود : إن الله تبارك وتعالى تزوّج إلى الجنّ ، فخرج منهما الملائكة ، قال : سبحانه سبح نفسه .

حدثنا محمد ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ ، في قوله : وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وبينَ الجِنّةِ نَسَبا } : قال : الجنة : الملائكة ، قالوا : هنّ بنات الله .

حدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبينَ الجِنّةِ نَسَبا } : الملائكة .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وبَينَ الجِنّةِ نَسَبا } : قال : بين الله وبين الجنة نسبا افتروا .

وقوله : { وَلَقَدْ عَلِمَتِ الجِنّةُ إنّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } : اختلف أهل التأويل في معنى ذلك ، فقال بعضهم : معناه : ولقد علمت الجنة إنهم لَمُشهدون الحساب . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : { وَلَقَدْ عَلِمَتِ الجِنّةُ إنّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } : أنها ستُحضر الحساب .

وقال آخرون : معناه : إن قائلي هذا القول سيُحضرون العذاب في النار . ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ : { إنّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } : إن هؤلاء الذين قالوا هذا لمحضرون : لمعذّبون .

وأوْلى القولين في ذلك بالصواب قول من قال : إنهم لمحضَرُون العذاب ، لأن سائر الاَيات التي ذكر فيها الإحضار في هذه السورة ، إنما عُنِيَ به الإحضار في العذاب ، فكذلك في هذا الموضع .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَجَعَلُواْ بَيۡنَهُۥ وَبَيۡنَ ٱلۡجِنَّةِ نَسَبٗاۚ وَلَقَدۡ عَلِمَتِ ٱلۡجِنَّةُ إِنَّهُمۡ لَمُحۡضَرُونَ} (158)

الضمير في قوله : { وجعلوا } لفرقة من كفار قريش والعرب ، قال ابن عباس في كتاب الطبري إن بعضهم قال إن الله تعالى وإبليس أخوان ، وقال مجاهد : قال قوم لأبي بكر الصديق : إن الله تعالى نكح في سروات الجن ، وقال بعضهم إن الملائكة بناته ، ف { الجنة } على هذا القول الأخير يقع على الملائكة سميت بذلك لأنها مستجنة أي مستترة ، وقوله تعالى : { ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون } من جعل الجنة الشياطين جعل العلامة في { علمت } لها ، والضمير في { إنهم } عائد عليهم أي جعلوا الشياطين بنسب من الله والشياطين تعلم ضد ذلك من أنها ستحضر أمر الله وثوابه وعقابه ، ومن جعل الجنة الملائكة جعل الضمير في { إنهم } للقائلين هذه المقالة أي علمت الملائكة أن هؤلاء الكفرة سيحضرون ثواب الله وعقابه وقد يتداخل هذان القولان ، ثم نزه تعالى نفسه عما يصفه الناس ولا يليق به ، ومن هذا استثنى العباد المخلصين لأنهم يصفونه بصفاته العلى ، وقالت فرقة استثناهم من قوله { إنهم لمحضرون } .

قال القاضي أبو محمد : وهذا يصح على قول من رأى الجنة الملائكة .