النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَجَعَلُواْ بَيۡنَهُۥ وَبَيۡنَ ٱلۡجِنَّةِ نَسَبٗاۚ وَلَقَدۡ عَلِمَتِ ٱلۡجِنَّةُ إِنَّهُمۡ لَمُحۡضَرُونَ} (158)

قوله عز وجل : { وجعلوا بينه وبين الجِنّة نسباً } فيه أربعة أوجه : أحدها : أنه إشراك الشيطان في عبادة الله تعالى فهو النسب الذي جعلوه ، قاله الحسن . الثاني : هو قول يهود أصبهان أن الله تعالى صاهر الجن فكانت الملائكة من بينهم ، قاله قتادة . الثالث : هو قول الزنادقة : إن الله تعالى وإبليس أخوان ، وأن النور والخير والحيوان النافع من خلق الله ، والظلمة والشر والحيوان الضار من خلق إبليس ، قاله الكلبي وعطية العوفي . الرابع : هو قول المشركين : إن الملائكة بنات الله فقال لهم أبو بكر : فمن أمهاتهم ؟ قالوا : بنات سروات الجن ، قاله مجاهد .

وفي تسمية الملائكة على هذا الوجه جنة ثلاثة أوجه : أحدها : أنهم بطن من بطون الملائكة يقال لهم الجنة ، قاله مجاهد . الثاني : لأنهم على الجنان ، قاله أبو صالح . الثالث : لاستتارهم عن العيون كالجن المستخفين .

قوله عز وجل : { ولقد علمت الجنّة إنهم لمحضرون } وفي الجنة قولان : أحدهما : أنهم الملائكة ، قاله السدي .

الثاني : أنهم الجن ، قاله مجاهد .

وفيما علموه قولان : أحدهما : أنهم علموا أن قائل هذا القول محضرون ، قاله علي بن عيسى . الثاني : علموا أنهم في أنفسهم محضرون ، وهو قول من زعم أن الجنة هم الجن .

وفي قوله : { محضرون } تأويلان : أحدهما : للحساب ، قال مجاهد . الثاني : محضرون في النار ، قاله قتادة .