غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَجَعَلُواْ بَيۡنَهُۥ وَبَيۡنَ ٱلۡجِنَّةِ نَسَبٗاۚ وَلَقَدۡ عَلِمَتِ ٱلۡجِنَّةُ إِنَّهُمۡ لَمُحۡضَرُونَ} (158)

وقوله : { وجعلوا بينه وبين الجنة نسباً } : للمفسرين فيه قولان : أحدهما أنهم الطائفة الأولى والمعنى أنهم جعلوا بين الله وبين الملائكة نسبة بسبب قولهم إنهم بناته فإن الولادة تقتضي الجنسية والمناسبة ، وفيه توبيخ لهم على أن من صفته الاجتنان والاستتار كيف يصلح أن يكون مناسباً لا يجوز عليه صفات الإجرام ، وعلى هذا فالضمير في قوله { إنهم لمحضرون } للكفرة . والمعنى : أنهم يقولون ما يقولون في الملائكة وقد علمت الملائكة أنهم في ذلك كاذبون وأنهم محضرون النار معذبون بما يقولون . وثانيهما أنهم طائفة من الزنادقة قائلون بيزدان واهر من كما مر في " الأنعام " في قوله { وجعلوا لله شركاء الجن } [ الآية : 100 ] وعلى هذا فالضمير إما للكفار كما مر ، وإما للشياطين . روى عكرمة أنهم قالوا : سروات الجن بنات الرحمن . وقال الكلبي : زعموا أن الله سبحانه تزوّج إلى الجن فخرج منها الملائكة . والتاء في الجنة للتأنيث كحق وحقة .

/خ83