التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي  
{وَهُدُوٓاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ وَهُدُوٓاْ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡحَمِيدِ} (24)

وقوله - تعالى - : { وهدوا إِلَى الطيب مِنَ القول وهدوا إلى صِرَاطِ الحميد } بيان لحسن خاتمتهم ، ولعظم النعم التى أنعم الله بها عليهم .

أى : وهدى الله - تعالى - هؤلاء المؤمنين إلى القول الطيب الذى يرضى الله - تعالى - عنهم ، كأن يقولون عند دخولهم الجنة : { . . . الحمد للَّهِ الذي أَذْهَبَ عَنَّا الحزن إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الذي أَحَلَّنَا دَارَ المقامة مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ } وهداهم - أيضا - خالقهم إلى الصراط المحمود ، وهو صراط الذين أنعم الله عليهم بنعمة الإيمان والإسلام ، فصاروا بسبب هذه النعمة يقولون الأقوال الطيبة ، ويفعلون الأفعال الحميدة .

قال الشوكانى : قوله : { وهدوا إِلَى الطيب مِنَ القول . . . } أى : أرشدوا إليه . قيل : هو لا إله إلا الله . وقيل : القرآن . وقيل : هو ما يأتيهم من الله من بشارات . وقد ورد فى القرآن ما يدل على هذا القول المجمل هنا ، وهو قوله - سبحانه - : { الحمد للَّهِ الذي صَدَقَنَا وَعْدَهُ . . } { الحمد للَّهِ الذي هَدَانَا لهذا . . } { الحمد للَّهِ الذي أَذْهَبَ عَنَّا الحزن . . } ومعنى : { وهدوا إلى صِرَاطِ الحميد } أنهم أرشدوا إلى الصراط المحمود وهو طريق الجنة ، أو صراط الله الذى هو دينه القويم وهو الإسلام .