الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَهُدُوٓاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ وَهُدُوٓاْ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡحَمِيدِ} (24)

ثم قال : { وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط }[ 22 ] .

أي : هداهم ربهم في الدنيا إلى شهادة أن لا إله إلا الله .

وقال ابن زيد{[46762]} : هدوا إلى الكلام الطيب : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، والحمد لله . وهو الذي قال جل ذكره : { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه }{[46763]} .

وقال ابن عباس{[46764]} : هدوا : ألهموا .

وقيل : هدوا إلى قوله : الحمد لله الذي صدقنا وعده .

وقيل : معناه : هدوا إلى البشارات التي تأتيهم من عند الله ، بما لهم من دوام النعم  وبالسلام والتحية التي يبعثها الله إليهم مع الملائكة . كما قال : { والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } .

ومعنى : { وهدوا إلى صراط الحميد } . أي : إذا صاروا إلى الآخرة ، وهدوا إلى صراط الجنة وطريقها ، فهو صراط الله عز وجل ، يسلكه المؤمنون إلى الجنة ويعدل عنه الكافرون والمنافقون إلى طريق النار .

والحميد هو الله . بمعنى المحمود . أي : أن يحمد على نعمه ، على عباده .

وقيل : معناه : وهدوا إلى صراط الحميد ، أي : وهداهم ربهم في الدنيا إلى طريق الرب الحميد ، وهو دين الإسلام . والحميد{[46765]} بمعنى المحمود عند أوليائه وخلقه . فحميد : فعيل بمعنى : مفعول . وصراط العزيز الحميد : الإسلام .

وقيل : ( إن قوله : لا إله إلا هو ) هدوا إلى ذلك في الدنيا .


[46762]:انظر: جامع البيان 17/136 وزاد المسير 5/418 وفتح القدير 3/446.
[46763]:فاطر آية 10.
[46764]:انظر: جامع البيان 17/136 والدر المنثور 4/350.
[46765]:ز: الحمد. (تحريف).