البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَهُدُوٓاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ وَهُدُوٓاْ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡحَمِيدِ} (24)

و { الطيب من القول } إن كانت الهداية في الدنيا فهو قول لا إله إلاّ الله ، والأقوال الطيبة من الأذكار وغيرها ، ويكون الصراط طريق الإسلام وإن كان إخباراً عما يقع منهم في الآخرة فهو قولهم : الحمد لله الذي صدقنا وعده وما أشبه ذلك من محاورة أهل الجنة ، ويكون الصراط الطريق إلى الجنة .

وعن ابن عباس : هو لا إله إلا الله والحمد لله زاد ابن زيد والله أكبر .

وعن السدّي القرآن .

وحكى الماوردي : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

وعن ابن عباس : هو الحمد لله الذي صدقنا وعده ، والظاهر أن { الحميد } وصف لله تعالى .

قال ابن عطية : ويحتمل أن يرد بالحميد نفس الطريق ، فأضاف إليه على حد إضافته في قوله : دار الآخرة .