الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرۡنَ مِنۡهُ وَتَنشَقُّ ٱلۡأَرۡضُ وَتَخِرُّ ٱلۡجِبَالُ هَدًّا} (90)

قال البَاجِيُّ في «سنن الصالحين » له ، رُوِيَ عن ابن مَسْعُودٍ ، أَنه قال : إنَّ الجبل ليقولُ للجبل : يا فلانُ ، هل مَرَّ بِكَ اليومَ ذَاكِرٌ لله تعالى ؟ فإنْ قال : نعم ، سُرَّ بِهِ ، ثُمَّ قرأ عبدُ اللّهِ : { وَقَالُوا اتخذ الرحمن وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً } [ مريم : 88 و89 ] إلى قولهِ : { وَتَخِرُّ الجبال هَدّاً أَن دَعَوا للرحمن وَلَداً } [ مريم : 88 و89 ] . قال : أَتروْنَها تسمع الزُّورَ ، ولا تسْمَعُ الخيْرَ . انتهى . وهكذا رواه ابنُ المُبَارك في «رقائقه » وما ذكره ابنُ مسعودٍ لا يقالُ من جهة الرأْيِ ، وقد رُوِيَ عن أَنسٍ ، وغيرهِ نحوه ، قال الباجي بِإثْرِ الكَلاَمِ المتقدم : وروى جعفرُ بْنُ زَيْدٍ ، عن أَنَسِ بن مَالِكٍ : أَنه قالَ : مَا مِنْ صَبَاحٍ وَلاَ رَوَاحٍ إلاَّ وتُنَادِي بِقَاعُ الأَرض بعضها بعضاً : أَيْ جَارَةُ ، هَلْ مَرَّ بِكِ اليَوْمَ عَبْدٌ يُصَلِّي أَو يَذْكُر اللّه ؟ فَمِن قائلةٍ : لاَ ، ومِنْ قَائِلَةٍ : نَعَمْ ، فإذا قَالَتْ : نَعَمْ ، رأت لها فَضْلاً بذلك . انتهى .