الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{هُمۡ وَأَزۡوَٰجُهُمۡ فِي ظِلَٰلٍ عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِ مُتَّكِـُٔونَ} (56)

وقوله سبحانه : { هُمْ وأزواجهم فِي ظلال } جاءَ في «صحيح البخاري » وغيره عَن النبيّ صلى الله عليه وسلم قَال : " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إلاَّ ظِلُّهُ : إمامٌ عادِلٌ ، وَشَابٌ نَشَأَ في عِبَادَةِ رَبِّه ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُتَعَلِّقٌ بِالمَسْجِدِ ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا في اللَّه ، اجتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيه ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ ؛ فَقَال : إنِّي أخافُ اللَّهَ ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ؛ فَأَخْفَاهَا حتى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ تعالى خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ " انتهى . وهذا الظِّلُّ المذكورُ في الحديث ؛ هو في المَحْشَرِ ، قال الشيخ ابن أبي جَمْرَةَ ( رضي اللَّه عنه ) : " وظِلاَلُ الآخِرَةِ ، ما فيها مُباحٌ ؛ بل كلُّها قد تملكت بالأَعْمَالِ التي عملها العاملون الذين هَدَاهُم اللَّه تعالى ؛ فليسَ هناك لصعلوكِ الأَعْمَالِ ظلٌّ " انتهى . وهو كما قال ، فشَمِّرْ عَنْ سَاقِ الجِدِّ ؛ إن أردْتَ الفوز ؛ أيُّها الأخُ والسلام . و{ الأرائك } : السررُ المفروشةُ ، قيل : ومِنْ شَرْطِها أنْ تَكُونَ عليها حَجَلَة وإلاَّ فليستْ بأرِيكةٍ ؛ وبذلك قيَّدها ابن عَبَّاسٍ وغيره .