البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{هُمۡ وَأَزۡوَٰجُهُمۡ فِي ظِلَٰلٍ عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِ مُتَّكِـُٔونَ} (56)

وعلى هذا الوجه والذي قبله يكون الأزواج قد شاركوهم في التفكه والشغل والاتكاء على الأرائك ، وذلك من جهة المنطوق .

وعلى الأول ، شاركوهم في الظلال والاتكاء على الأرائك من حيث المنطوق ، وهن قد شاركنهم في التفكه والشغل من حيث المعنى .

وقرأ الجمهور : { في ظلال } .

قال ابن عطية : وهو جمع ظل ، إذ الجنة لا شمس فيها ، وإنما هواؤها سجسج ، كوقت الأسفار قبل طلوع الشمس . انتهى .

وجمع فعل على فعال في الكثرة ، نحو : ذئب وذئاب .

وأما أن وقت الجنة كوقت الأسفار قبل طلوع الشمس ، فيحتاج هذا إلى نقل صحيح .

وكيف يكون ذلك ؟ وفي الحديث ما يدل على حوراء من حور الجنة ، لو ظهرت لأضاءت منها الدنيا ، أو نحو من هذا ؟ قال : ويحتمل أن يكون جمع ظلة .

قال أبو عليّ : كبرمة وبرام .

وقال منذر بن سعيد : جمع ظلة ، بكسر الظاء .

قال ابن عطية : وهي لغة في ظلة . انتهى .

فيكون مثل لقحة ولقاح ، وفعال لا ينقاس في فعلة بل يحفظ .

وقرأ عبد الله ، والسلمي ، وطلحة ، وحمزة ، والكسائي : في ظل جمع ظلة ، وجمع فعلة على فعل مقيس ، وهي عبارة عن الملابس والمراتب من الحجال والستور ونحوها من الأشياء التي تظل .

وقرأ عبد الله : متكئين ، نصب على الحال ؛