قوله : { هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ } يجوز في «هم » أن يكون تأكيداً للضمير المستكنِّ في : «فَاكِهُونَ » و «أَزْوَاجُهُمْ » عطف على المستكن ، ويجوز أن يكون تأكيداً للضمير المستكنِّ في «شُغُل » إذا جعلناه خبراً و «أزواجهم » عطف عليه ( مستكن ويجوز أن أيضاً ){[46422]} . كذا ذكره{[46423]} أبو حيان{[46424]} . وفيه نظر من حيثُ الفصلُ بين المؤكد والمؤكد بخبر «أن » ، ونظيره أن نقول : " إن زيدا في الدار قائم هو وعمرو " على أن يجعل " هو " تأكيدا للضمير في قولك : «في الدار » ، وعلى هذين الوجهين يكون قوله : «مُتَّكِئُونَ » خبراً آخر ل «إنّ »{[46425]} و «فِي ظِلاَلِ » متعلق{[46426]} به أو حال{[46427]} ، و «عَلَى الأَرَائِكِ » متعلق به{[46428]} ، ويجوز أن يكون «هم » مبتدأ{[46429]} . ومتكئون خبره والجاران على ما تقدم{[46430]} ، وجوز أبو البقاء أن يكون «فِي ظِلاَلٍ » هو الخبر{[46431]} قال «وعلى الأرائك » مستأنف{[46432]} . وهي عبارة موهمة غير الصواب ويريد بذلك أن «مُتَّكِئُونَ » خبر مبتدأ مضمر و «على الأرائك » متعلق به ، فهذا وجه استئنافه لا أنه خبر مقدم و «متكئون » مبتدأ مؤخر إذ لا معنى له{[46433]} . وقرأ عبد الله «مُتَّكِئِينَ » نصباً على الحال{[46434]} . وقرأ الأخوان «في ظُلَلٍ » بضم الظاء{[46435]} والقصر . وهو جمع ظُلَّة نحو غُرْفَةٍ وغُرَفٍ ، وحُلَّةٍ وحُلَلِ .
وهي عبارة عن الفرش والستور والباقون بكسر الظاء والألف جمع ظُلَّةٍ أيضاً كحلَّةٍ وحِلاَل وبُرْمة وَبِرام أو جمع «فِعْلَةٍ » بالكسر إذ يقال : ظُلَّةٌ وظِلَّةٌ بالضم والكسر ، كلُقْحَةٍ ولِقَاحِ إلاَّ أن فِعَالاً لا ينقاس فيها{[46436]} أو جمع «فِعْل » نحو : ذِئْب وذِئَاب ورِيح ورِيَاحٍ{[46437]} .
الأَرَائِكُ هي السرر في الحِجال واحدها أًريكة . قال ثعلب : لا تكون أريكة ( جمع ){[46438]} حتى يكون عَلَيْها حجْلة . «متكئون » ذَوْ ( و ){[46439]} اتّكَاء{[46440]} . وهو إشارةإلى الفراغ . وقوله «هُمْ وأَزْوَاجُهُمْ » إشارة إلى عدم الوحشة { لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَّا يَدَّعُونَ } إشارة إلى دفع جميع حوائجهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.